تفاوت النمو بين الشمال والجنوب: المجال المتوسطي نموذجا


إشكالية الوحدة :تحديد مفهوم المجال المتوسطي، وموقعه الجغرافي، والمناطق الجغرافية المكونة له، وبعض خصائصه العامة،
ومجاالت عدم التكافؤ بين ضفتيه، وتوضيح مجاالت التعاون االورومتوسطي و افافقها.
 (1مفهوم المجال المتوسطي.
المجال المتوسطي مجال جغرافي يتكون من مجموعة من الدول التي تطل على البحر األبيض المتوسط من جهتي الشمال
والجنوب.
(2موقع المجال المتوسطي.
يقع المجال المتوسطي بين خطي عرض 21 و 84 شمال خط االستواء، وخطي الطول 84 شرقا و71 غربا لخط
غرينتش .ويتضمن مجموعة من المضايق أهمها: مضيق جبل طارق ومضيق قبرص ،ومضيق البوسفور، ومضيق قناة السويس.
 (3المكونات الجغرافية للمجال المتوسطي.
يتكون المجال المتوسطي من مجموعة من الدول في الشمال والجنوب.
-في الشمال توجد الدول اآلتية: البرتغال، اسبانيا فرنسا ايطاليا سلوفينيا كرواتيا اليونان ألبانيا البوسنة مقدونيا قبرص
يوغوسالفيا.
-في الجنوب توجد البلدان اآلتية: المغرب الجزائر تونس ليبيا مصر فلسطين لبنان سوريا وتركيا.
(4بعض الخصا ئص الطبيعية للمجال المتوسطي.
-التضاريس :تنتشر السالسل الجبلية الكبرى في كل من القسم الشمالي**جبال سيرانيفادا+ البرانس+ األلب..** والقسم
الجنوبي**السلسلة األطلسية وجبال طوروس*. كما تمتد الصحراء الكبرى على مساحات كبيرة من القسم الجنوبي.
-المناخ :ينتشر المناخ المعتدل والمناخ المتوسطي-االعتدال في الحرارة والرطوبة طيلة السنة-في معظم مناطق القسم الشمالي،
بينما ينتشر المناخ الصحراوي القاحل والمناخ المتوسطي الجاف في اغلب مناطق القسم الجنوبي .
تساعد الخصائص الطبيعية السابقة على االستقرار البشري في كل مناطق الضفة الشمالية وعلى ممارسة النشاط الفالحي-71c/o
من األراضي صالحة للزراعة. بينما تجعل الظروف الطبيعية السكان بالضفة الجنوبية يتمركزون بشكل كثيف في المناطق الساحلية
كما أن األراضي الصالحة للفالحة التتعدى c/o78.
 (5 الخصائص البشرية .
يشهد الجزء الشمالي المتوسطي نموا ديمغرافيا منخفضا ، بحيث تتراجع نسبة الوالدات والوفيات ويتزايد أمد الحياة، إال انه يعاني
من ارتفاع نسبة الشيخوخة مما ينتج عنه حاجته الملحة لليد العاملة ويتزايد حجم النفقات المخصصة إلعالة الشيوخ. بينما يعرف
الجنوب نموا سكانيا، وبنية عمرية يغلب عليها طابع الشباب مما يفرض على الجنوب تحديات توفير مناصب الشغل.
ويستقر السكان في جميع المناطق الساحلية والداخلية في البلدان الشمالية بينما يتكدس االستقرار البشري بالمناطق الساحلية في
البلدان الجنوبية ويعود دلك إلى عوامل طبيعية وتاريخية واقتصادية وإدارية....
(6الخصائص االقتصادية واالجتماعية
تعرف بلدان الشمال ناتجا داخليا خاما مرتفعا ودخال فرديا مهما ،بينما تعرف بلدان الجنوب ضعفا في كل من الناتج الداخلي الخام
والدخل الفردي.-مع التنبيه إلى وجود التباين داخل بلدان الشمال وداخل بلدان الجنوب-وينتج عن ذلك ارتفاع نسبة المتعلمين
واندماجهم في سوق الشغل بالضفة الشمالية بينما تضعف كل من فرص التعليم– أمية كبيرة- و مناصب الشغل لسكان الجنوب.
 (7مجاالت عدم التكافؤ بين الشمال والجنوب.
-ا لمجال الفالحي :يعرف الشمال المتوسطي إنتاجا زراعيا وحيوانيا ضخما ومتنوعا بسبب عوامل مختلفة أهمها: وجود أراضي
صالحة للزراعة + مناخ معتدل + استعمال أساليب عصرية في مجال اإلنتاج +إرشادات علمية ودعم مالي للفالحين + عالقات
رأسمالية مع قطاعات اقتصادية أخرى كالصناعة والتجارة والنقل...... بينما يعرف الجنوب فالحة ضعيفة من حيث النوعية
والكمية بسبب غياب المؤهالت السابقة
المجال الصناعي :تتوفر بلدان الشمال على مراكز صناعية كبيرة ومتطورة تقدم إنتاجا صناعيا ضخما ومتنوعا ومرتفعا من حيث
قيمته، ومكتسحا للمجاالت الجغرافية العالمية ويرجع سبب دلك إلى عوامل متعددة أهمها: وجود مراكز علمية وتقنية+ جودة
المنتجات +استخدام اآلالت المتطورة+........بينما تنتشر في الجنوب المتوسطي مراكز صناعية ضعيفة حول المناجم ومصادر
الطاقة، و تعتمد على اليد العاملة الكثيفة ،كما توجد بعض المراكز الصناعية الكبيرة التي تعود ملكيتها لالستثمارات األجنبية.
-المجال التجاري :تصدر بلدان الجنوب المتوسطي المواد األولية الفالحية والمعدنية والطاقية ،وتستورد المنتجات الصناعية، بينما
تصدر بلدان الشمال المتوسطي منتجات صناعية عالية الجودة والقيمة. ويعيش الجنوب المتوسطي تبعية اقتصادية للشمال في
الوقت الدي ال تتعدى فيه مبادالت الشمال نحو الجنوب c/o5.
- مجال الناتج الداخلي الخام والدخل الفردي :يعرف الشمال المتوسطي ارتفاعا في الناتج الداخلي الخام والدخل الفردي .بينما
يسود عكس دلك بالقسم الجنوبي.
 (8نتائج التفاوت في التنمية بين دول الشمال والجنوب .
ينتج عن ارتفاع الناتج الداخلي الخام والدخل الفردي في الضفة الشمالية المتوسطية ارتفاع نسبة التعليم وتزايد فرص التشغيل
وتحسن الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين أي ارتفاع مؤشر التنمية البشرية. بينما يعرف الجنوب تأخرا في التنمية البشرية
بسبب ضعف الدخل الفردي واتساع دائرة الفقر وتدني الخدمات الصحية. وقد دفعت التباينات التنموية السابقة دول الشمال إلى
الدخول في التعاون االقتصادي مع الجنوب المتوسطي في إطار ما يسمى بالتعاون االورومتوسطي.
(9مفهوم التعاون االورومتوسطي.
هو التعاون بين بلدان الشمال والجنوب المتوسطية في الميادين السياسية واألمنية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ودلك مند
أوائل ستينيات القرن 74 وتوج هدا التعاون بإعالن برشلونة سنة
1995.
 (10 مراحل التعاون االورومتوسطي.
بدا التعاون االورومتوسطي مند ستينيات القرن العشرين في مجاالت تجارية محدودة في إطار اتفاقيات الشراكة ،وخالل
سنة7997 اعتمدت سياسة متوسطية جديدة هدفت إلى تعميق الحوار و الدعم و التعاون بين الضفتين، وقد توجت هده السياسة
بإعالن برشلونة سنة 7995،حيث التزمت فيه البلدان الشمالية بتمويل المشاريع االقتصادية واالجتماعية بالجنوب المتوسطي في
- programme meda 1et2 - 7442-7444مابين 7 وميدا7999 -7995 بين امتد 7 ميدا برنامج اطار
 (11بلدان التعاون االورومتوسطي .
البلدان الجنوبية :المغرب، الجزائر، تونس، مصر، سوريا، لبنان، فلسطين، تركيا، األردن
البلدان الشمالية :بلدان االتحاد األوربي وهي البرتغال، اسبانيا، ايطاليا، ألمانيا.......................
 (12هياكل الشراكة االورو متوسطية انظر الخطاطة ص 87 من الكتاب المدرسي.
تتجلى هياكل الشراكة االورومتوسطية في المنتديات الوزارية، ثم اللجنة االورومتوسطية، والمؤسسات المالية كبرنامج ميدا
والبنك األوربي لالستثمار، ثم الجمعية البرلمانية االورومتوسطية.
-13التعاون االورومتوسطي.
-المجال السياسي :دعم السالم واالستقرار بالمجال المتوسطي+ دعم الديمقراطية والحريات العامة وحقوق اإلنسان .
-المجال األمني :محاربة الهجرة السرية +محاربة تهريب المخدرات+ مواجهة العنف السياسي-اإلرهاب .
-المجال االقتصادي والمالي :إنشاء منطقة للتبادل الحر-هي منطقة شاسعة تتكون من دولتين أو أكثر تتفق على صيغة التبادل
التجاري فيما بينها بتخفيض جزئي او كلي للرسوم الجمركية-في أفق سنة 7474+خلق منطقة حرة-منطقة تقع غالبا داخل الميناء
تستقبل مؤسسات إنتاجية وتسويقية أجنبية تستفيد من امتيازات ضريبية مقابل تشغيل اليد العاملة المحلية، وتعيد تصدير
المنتوجات نحو الخارج+ تنمية المبادالت التجارية بين البلدان المتوسطية+ تقديم مساعدات مالية في إطار برنامج ميدا +تشجيع
االستثمارات الشمالية في الجنوب+ منح القروض للبلدان الجنوبية
-المجال الثقافي واالجتماعي :تشجيع التفاعل والتبادل الثقافي والحضاري بين شعوب الضفتين+ تشجيع التواصل وتنسيق العمل
بين منظمات المجتمع المدني+ تشجيع تكوين الكفاءات العلمية والتقنية.
(14حصيلة التعاون االورومتوسطي .
-الجوانب االيجابية :تتجلى في تمكن بلدان الجنوب من عقد اتفاقيات الشراكة مع بلدان الشمال، ثم تزايد المشاريع االقتصادية
واالجتماعية الممولة في الجنوب من طرف برنامج ميدا، إضافة إلى تزايد حجم الصادرات الجنوبية نحو الشمال، فضال عن نمو
االستثمارات الشمالية بالمناطق الجنوبية.
-الجوانب السلبية :لم تتمكن مشاريع برنامج ميدا في الجنوب المتوسطي من توفير مناصب الشغل الكافية للسكان، ولم تستطع الحد
من األمية، ولم تحسن الخدمات الصحية للمواطنين+ لم تتحسن جودة المنتوجات+ لم يتحقق االنفتاح التجاري+ لم يتحقق التكتل
االقتصادي لدول الجنوب+ لم تندفع االستثمارات الشمالية بشكل كثيف نحو المناطق الجنوبية+ تغليب التعاون األمني لمحاربة
الهجرة السرية واإلرهاب....
 (15تحديات التعاون االورومتوسطي.
الهجرة السرية + اإلرهاب+ السياسة الحمائية ضد منتوجات الجنوب+ األزمات السياسية بحوض البحر األبيض المتوسط
كالصراع العربي اإلسرائيلي+ تزايد نسبة البطالة والفقر وضعف الخدمات االجتماعية بالجنوب..
 (16أفاق التعاون االورومتوسطي.
-الموقف المتفائل :يشيد باالنجازات التي تحققت كبرنامج ميدا، واتفاقيات الشراكة، ونمو المبادالت التجارية واالستثمارات
االقتصادية والمالية...ويؤكد على المستقبل الواعد للتعاون إذا ما عمقت بلدان الجنوب من اإلصالحات السياسية -الديمقراطية
وحقوق اإلنسان- واالقتصادية- التحرير واالنفتاح-، وحاولت االندماج في تكتل اقتصادي جنوبي...
-الموقف المتشائم :يلح على الحصيلة الهزيلة ويستشرف مستقبال فاشال للتعاون االورومتوسطي، ويرجع ذلك إلى انشغال االتحاد
األوربي بقضايا التنمية في البلدان التي التحقت به مؤخرا - سنة7448 - أكثر من اهتمامه بقضايا التنمية الجنوبية، إضافة إلى
حرص األوربيين على التعاون األمني - محاربة تهريب المخدرات والهجرة السرية واإلرهاب..- للحفاظ على استقرارهم وسالمة
مصالحهم أكثر من مساهمتهم في التنمية البشرية الجنوبية...