درس ملف : الهند أوجه متعددة للتنمية
مقدمة:
الهند جمهورية فيدرالية تبلغ مساحتها .85.782.3 كلم5، وعدد سكانها أزيد
من مليار نسمة. ورغم توفر بعض الثروات الطبيعية وتنوع اإلنتاج الفالحي والصناعي، فإن
الهند تعاني عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية.
التضاريس و المناخ :
تمتد في الشمال أجزاء من جبال الهيماليا، وجنوبها يمتد السهل الهندي الغانجي.
وفي الوسط تمتد هضبة الدكن. ومناخ الهند موسمي يتميز بالشتاء الجاف والصيف المطير مع
اختالف حسب الموقع واالرتفاع. وأكثر المناطق مطرا سهل الغانج والواجهة الغربية لهضبة
الدكن، بينما ينتشر الجفاف في الشمال الغربي بإقليم البنجاب )صحراء الطهار (. ويسبب
عدم انتظام تساقط األمطار في كون الهند مهددة إما بالجفاف وإما بالفيضانات.
العوامل البشرية :
تعرف الهند تزايدا سكانيا سريعا. وبلغ عدد سكانها مليار نسمة في سنة
5333، حيث تعرقل التقاليد الدينية واالجتماعية سياسة تحديد النسل، التي بدأ تطبيقها
منذ .1691 وتتمثل التناقضات االجتماعية في اختالف األجناس واللغات والديانات، فسكان
الهند يتحدثون بلغات ولهجات متعددة ) حوالي ) .333 وأهمها اللغة الهندية واإلنجليزية
التي خلفها االستعمار. وأهم الديانات الهندوسية التي يدين بها %.5 من السكان، والتي
تكرس النظام الطبقي والتخلف بتقديس الحيوانات المختلفة خاصة البقر. وتسبب هذه التناقضات
في صراعات طائفية تساهم في تخلف البالد؛ حيث يطالب السيخ باالستقالل بإقليم البنجاب،
والمسلمون كذلك في إقليم كاشمير.
الفالحة: الثورة الخضراء نموذجا.
الفالحة قطاع أساسي حيث تساهم في الناتج الوطني بنسبة .%1.89 لكنها تعرف
عدة مشاكل؛ فباإلضافة إلى مشكل المياه هناك مشكل البنية العقارية حيث نجد 1/. الفالحين
يملكون األراضي الفالحية، مع العلم أن %93 منهم ال تتعدى ملكيته هكتارين. و.1/ الثاني
يكتري األرض ويعيش مشاكل متعددة. و.1/ األخير يعمل في ضيعات الغير أو يتعرض للبطالة.
أما الوسائل المستعملة فهي تقليدية لدى أغلب الفالحين، مما يسبب ضعف المردودية. باإلضافة
على اهتمام المزارعين الكبار بالمزروعات التسويقية، وعدم استهالك المواشي والحيوانات
التي تهدد اإلنتاج.
وقامت الدولة بعدة إصالحات في مجال الفالحة أهمها " مشروع الثورة
الخضراء " مما أدى إلى ارتفاع اإلنتاج والحصول على االكتفاء الذاتي في عدد من
المزروعات. لكن مشروع الثورة الخضراء لم يشمل جميع المناطق، ولم يحل مشكل البنية العقارية.
وأهم المنتجات المعيشية األرز)م.)5 القمح )م.)5، إضافة إلى مزروعات معيشية أخرى مثل
الذرة والشعير. أما المنتجات التسويقية فتعرف فائضا في اإلنتاج يصدر إلى الخارج، وأهمها
الشاي والتوابل، حيث تحتل )م.)5 في إنتاج الشاي و)م.)5 في إنتاج قصب السكر، و)م..(
في إنتاج القطن، لكنه ال يكفي حاجيات صناعة النسيج الهندية. وفي اإلنتاج الحيواني تحتل
المرتبة5 في قطيع األبقار، لكن الديانة الهندوسية تحرم أكل اللحوم وتقدس األبقار. األغنام
)م.(. لكن هذه المواشي تسبب في إتالف المحاصيل الزراعية الموجهة للتصدير او االستهالك
المحلي.
النشاط الصناعي والتجاري بالهند
تفتقر الصناعة الهندية لمصادر الطاقة خاصة البترول. ويمثل الفحم الحجري
أهم مصدر للطاقة، لكنه من النوع الرذيئ. أما المعادن فهي متوفرة، حيث تعد الهند رابع
منتج في العالم للحديد، كما تنتج المنغنيز والبوكسيت. كما تعاني الصناعة الهندية من
قلة الرساميل المستثمرة في الصناعة الثقيلة، ومن ضعف القدرة الشرائية. وأهم الصناعات
صناعة النسيج والصناعات المعدنية مثل الصلب والميكانيكية كمعدات السكك الحديدية وتركيب
السيارات، باإلضافة إلى صناعة األسلحة والطائرات. وتتوفر الهند على صناعة كيماوية وصناعة
غذائية وصناعة سينمائية. وتتركز أغلب الصناعات حول المدن الكبرى مثل كالكوتا وبومباي
ومادراس. واهتمت الهند بالتكنولوجيا العالية، حيث تطورت الصناعات اإللكترونية خاصة
في مجال المعلوميات.
وتتوفر الهند على طرق المواصالت المختلفة، لكنها غير كافية. لكن التجارة
الداخلية دورها ثانوي بسبب ضعف القدرة الشرائية وانتشار الفقر، كما تتميز التجارة الخارجية
بميزان تجاري عاجز.